اشرقت الشمس لتتلألأ اشاعتها الذهبية على سطح البحيرة التى تطل عليها شباك غرفة اية وهى فتاه فى السابعة عشر من عمرها وتعتبر مثال للرقة والعذوبة والرومانسية
وقد اعتادت اية رؤية ذلك المشهد كل يوم ومنذ صغرها حيث عودها والدها ذلك رحمه الله
فقد كانت حياه اية شبة روتينية فهى تعيش مع والدتها بمفردهما منذ 8 سنوات حين توفى والدها .. واكملت والدة اية الطريق لرعاية اية بمفردها حتى اصبحت اية الان فى زهرة عمرها .
كانت اية تعتاد الاستيقاظ مبكرا لرؤية الشروق ثم تتناول الافطار مع والدتها وتتجه مباشرة الى مدرستها حيث تتلقى يومها الدراسى وبعده تعود الى منزلها لتقضى معظم وقتها داخل حجرة مكتب والدها رحمه الله لتنهى واجباتها ودروسها وقرب الغروب تذهب مسرعة الى احدى بساتين البحيرة المطلة عليها منزلها الصغير لرؤية منظر الغروب .. كما اعتاد ايضا والد اية اصطحابها معه يوميا لرؤية هذا المشهد من ذلك المكان الرائع .
فكانت ترغب اية دائما التردد على الاماكن التى كانت قريبة من قلب والدها كهذا البستان وغرفة مكتبه الذى كان يقضى معظم وقته داخل البيت فيه حيث ينهى ابحاثه العظيمة .
فكان والد اية عالم الكترونيات . قدم الكثير من الابحاث الهامة ذات الطابع المتميز به طوال حياته.
وفى هذا اليوم وبعد رؤيتها للغروب عادت اية الى المنزل فى حين استقبلتها امها ببتسامتها الهادئة وهى تقول : كيف حالك اليوم يا اية..؟
ردت عليها اية : بخير يا امى ..
وسكتت للحظات حتى اكملت ... كم اشعر بالرتياح عند زيارة هذا المكان لرؤية الغروب
فقالت لها امها : لانه يذكر بما هو قريب الى قلبك بوالدك رحمه الله ......
ثم اضافت والدها: سأذهب لاحضر لكى العشاء .
اتجهت اية نحو غرفة المكتب ودخلتها واخذت تدور بعينيها فى ارجاء المكان وكأنها تراها لاول مرة برغم قضائها معظم وقتها بدخلها لمذاكرة دروسها او لقراءة الكتب
وفجاءة قطع انشغال فكرها بذكرياتها شىء مخيف للغاية ..
فقد لمحت بريق شىء معدنى تجاه مكتب والدها .. فعندما نظرت اليه وجدت كرة معدنية صغيرة شديدة اللمعان تتحرك فوق المكتب ..
ثم.....
خرج من تلك الكرة الصغيرة اربع ازرع صغيرة بصورة متتابعة ..امتلئ كيان اية كله بالرعب والاندهاش فى حين انها خرجت هى مسرعة من الغرفة لتلتقى بوالدتها لتناديها لتناول العشاء . حاولت اية اخفاء ما بداخلها من خوف وقلق مما حدث وهى تعتذر لوالدتها عن تناول العشاء وذلك لرغبتها فى النوم وقتها وبرغم ذلك العذر التى قالته لامها ..فهى لم تستطيع النوم هذه الليلة بصورة جيدة لانشغال فكرها بما حدث ..
وعندما جاء ميعاد استيقاظها استيقطت ولكن كان من الواضح عليها الارهاق وبدأت يومها بالروتين اليومى ولكنه كان يوم مختلف عن اى يوم اخر حيث كان فكرها منشغل تماما بكل الاحداث السابقة.. وعندما جاء ميعاد الغروب فذهبت اية لرؤية الغروب مثل كل يوم وهى لم تنسى قط ما حدث فى ليلتها السابقة وفى حين متابعتها لغروب الشمس لانتهاء هذا اليوم ..
فانها سمعت.....شئ ما
فقد سمعت ما هو اقرب لهمهمات تأتى من خلف اذنها فتسلل الرعب الى كل ذرة بداخلها في حين انها اعتدلت بحركة حادة لرؤية مصدر ذلك الصوت
فإذ هى لم تجد ادنى شئ حولها .. فاخذت تعدو مبتعدة عن المكان متجهه الى المنزل وهى لا تفكر فى اى شئ الا انها تصل لبيتها وفى اسرع وقت حيث يمثل لها الامان
وفى حين انها تجرى كانت تنظر ورأها بين الحين والاخر كاى تتطمئن من ان لا شئ يلحق بها ..
وفجاءة ........